khaled28 Admin
عدد المساهمات : 183 نقاط : 555 تاريخ التسجيل : 22/12/2009 العمر : 31 الموقع : khaled.forum-canada.com
| موضوع: الحيرة الاستراتيجية للمقاومة الأفغانية الجمعة ديسمبر 25, 2009 5:33 pm | |
| مع إعلان الرئيس أوباما عن استراتيجيته الجديدة في أفغانستان فإن الحرب ما بين أمريكا والجهاديين قد دخلت مرحلة جديدة، فمع حلفائها قررت الولايات المتحدة أن تزيد تركيزها على حرب أفغانستان في الوقت الذي تستمر فيه بالانسحاب من العراق، فبالإضافة إلى التركيز مع أفغانستان، أعقبت ذلك بأنها سوف تزيد من التركيز الغربي على باكستان، وفي الوقت ذاته فإن السؤال عما يجب أن تفعله أمريكا مع إيران لا يزال مفتوحًا، وبدوره يرتبط بالعلاقات الأمريكية "الإسرائيلية". فالمنطقة من البحر المتوسط إلى منطقة الهندكوش لا تزال في حرب أو في حالة شبه حرب، وفي الأعم الأغلب فإن استراتيجية أمريكا لن تتغير كثيرًا في ظل أوباما. فالاهتمام الأمريكي الأكبر بتلك المنطقة ينقسم إلى شقين، الأول هو منع تنظيم أية هجمات كبرى على الولايات المتحدة، أما الثاني فهو منع القاعدة والجماعات الإسلامية الراديكالية الأخرى من أن تسيطر على أية دولة ذات أهمية. والعمليات الأمريكية في تلك المنطقة تتكون بالأساس من إفساد الهجمات والتي تهدف إلى إحباط خطط الجهاديين وليس فرض إرادة الولايات المتحدة على المنطقة، فأمريكا تفتقد إلى المصادر لفرض إرادتها، وفي النهاية ليست بحاجة إلى ذلك، لذا فإنها بحاجة إلى أن تحبط خطط خصمائها، وفي كل من أفغانستان والعراق فإن التوجه الأمريكي الأساسي يتكون من هذه المهمة، والتي تتمثل في إحباط الهجمات، لذا استمر أوباما في توجه إدارة بوش في تلك الحرب، بالرغم من أنه غير بعض التفاصيل. استراتيجية مدمرة لذاتها: أما الجهاديون فمنخرطون في استراتيجية تهزم نفسها بنفسها عندما انتشروا في مختلف المناطق في الوقت الذي عملوا فيه بصورة محلية لكل إقليم على حدة، والهدف الوحيد الذي لديهم هو إنشاء أنظمة جهادية مستقرة، وهو الهدف الذي تخشاه الولايات المتحدة، ولكن استراتيجية الإرهاب الذي يركز على المناطق المحلية بدلاً من الإرهاب العالمي أثبت أنه غير فعال، فهو فشل في تحريك الجموع المسلمة، كما أنه أنشأ تحالفات كبيرة تهدف إلى قمع الجهاديين. فمن وجهة نظر الجهاديين فمن الأساسي أن يخرجوا الجيش الأمريكي من المنطقة وتهدئة التحركات المعادية للجهاديين على يد القوات الأمنية المحلية، إلا أن العمليات المتقطعة وغير الفعالة من الجهاديين لم تؤدي إلى أي نتيجة وأدت إلى حشد قوات لا يستطيعون مواجهتها. إن أي انسحاب للقوات الأمريكية يمكن أن يقوي إيران، والجهاديون ليسوا على علاقة جيدة مع الشيعة الإيرانيين ولا مع جيران إيران، فإذا ما بحثوا عن أداة للتحريك السياسي في منطقة الخليج أو في أفغانستان مع خروج الولايات المتحدة فإن التهديد الإيراني سوف يقدم أفضل خدمة للجهاديين، فالتهديد الإيراني مصحوبًا بضعف القوى الإسلامية الإقليمية يمكن أن يسمح للجهاديين أن ينضموا إلى المعارضة الدينية والقومية لطهران. إن الشرط الوحيد لكي تخرج الولايات المتحدة من المنطقة هو فترة من الهدوء النسبي، فمع انعدام الهجمات الإرهابية فإن ذلك يمكن أن يسهل من مهمة إدارة أوباما التي تريد بالفعل الانسحاب من المنطقة، وتوفير فرصة للأمريكيين بأن يغادروا المنطقة سوف يفتح الباب أمام المزيد من الفرص أمام الجهاديين، فقد لعب الجهاديون على ورقة الهجمات عندما نفذوا هجمات الحادي عشر من سبتمبر وظنوا أنها ستكون ضربة قاصمة للولايات المتحدة، ولكن ما وجدوه هو أن الدائرة دارت عليهم، ففي تلك الحالة أنشأ الجهاديون وضعًا لم يستطيعون تحمله ولكنه وضع يجبرهم على الاستمرار فيه وشن الهجمات للحفاظ على مصداقيتهم وعلى قدرتهم أمام الجميع على شن المزيد من الهجمات الإرهابية، ولكن النتيجة كانت هجمات فقيرة التنفيذ أو ذات نتائج عكسية. فدعوة القاعدة للتحرك أصبحت الأساس الاستراتيجي للجهاديين: فالتحرك أصبح غاية في حد ذاته، لذا لابد من عمل شيء دائمًا، كما أن التحول في استراتيجية الجهاديين من قوة شبه منظمة إلى عناصر متفرقة منعت الولايات المتحدة من توجيه ضربة مجمعة لهم، ولكنها في الوقت ذاته جعلتهم شراذم غير قادرين على إحداث تحولات استراتيجية. إن معضلة الجهاديين هو أنهم فقدوا مرحلة 2001 ـ 2008 من الحرب ولكنهم لم ينهزموا، ولكي يستعيدوا زمام الأمور يجب أن يغيروا استراتيجيتهم، ولكنهم يفتقدون إلى الوسائل لفعل ذلك بسبب ما يجب عليهم أن يقوموا به من أجل البقاء، وهو الاستمرار في توجيه أي هجمات، وهو السبب ذاته الذي يمنع الولايات المتحدة من الانسحاب. وفي الوقت ذاته هناك عمليات أخرى تدور في المنطقة، فطالبان والتي لديها أكثر من سبب لانسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، ربما تتحول إلى استراتيجية مضادة للجهاديين، فيمكنها أن تقوم بتصفية القاعدة، لكي تعود إلى السلطة في أفغانستان، ثم بعد ذلك تفكر في استراتيجيتها بعد ذلك. وبالنسبة للولايات المتحدة فإن انسحابًا مفتوحًا من الجهاديين يمكن أن يريح الولايات المتحدة على المدى القصير، ولكنه يمثل مشكلة طويلة الأمد. فالوقت الذي يطلب فيه العدو السلام ستكون هي اللحظة التي سيزداد فيها الضغط على الولايات المتحدة وليس العكس. ولكن المصالح المباشرة للولايات المتحدة في المنطقة ضئيلة للغاية لدرجة أنها يمكن أن تتحمل أية تهديد إرهابي منشق وضئيل في المدى البعيد. ولأن الجهاديين منقسمون ومشرذمون ولا يستطيعون أن يتخذوا مواقف استراتيجية، فالضغط الأمريكي سوف يستمر على أي حال. فقد فشل الجهاديون في شن أية هجمات على الولايات المتحدة، كما أن وجود القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان أدى إلى إعادة تشكيل سلوك الحكومات الإقليمية، فالخوف من القلاقل بسبب الحروب في المنطقة أدت إلى ردود فعل من الحكومات الإقليمية. وعلى عكس ما توقعه الجهاديون أو أملوه، لم تكن هناك أية انتفاضات حاشدة من الجماهير، ولكن الخوف هو أن وجود الولايات المتحدة في المنطقة سوف يثير عداء السكان هناك. | |
|